www.dz4ever
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.dz4ever

منتدى يتمتع ويكون كعائلة لكل جزائري وجزائري وحتى أحبائنا العرب والمسلمين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اول اليوم فى المدرسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الجزائر
عضونشيط
عضونشيط



المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 14/01/2009

اول اليوم فى المدرسة Empty
مُساهمةموضوع: اول اليوم فى المدرسة   اول اليوم فى المدرسة Emptyالإثنين يناير 19, 2009 2:36 am

البوابة الخضراء العملاقة تلوح له, قلبه يتراقص رعبا. حقيبة تعلو ظهره النحيف ووالده يجره نحوها.

خطوة نحو المجهول سيقدم عليها عُنوة. سيدخل الى المدرسة. هذا العالم العجيب الذي سمع عنه من رفاق دربه. لكم تخيل شكلها من الداخل, وسكانها الذين يقيمون بها. كان يتصورهم أشباحا, والأطفال الذين يدرسون بها سيصيرون أشباحا بدورهم. وكلما سمع عن رفيق له في الدرب دخلها, ظل يراقبه خلسة ليرى تحوله الى شبح. ولكن, لا أنياب, لا قرنين يعلوان الرأس, ولا ذنب أحمر يخرج من أسفل الظهر. ظل يراقب عسى أن يحدث ذلك, دونما جدوى. ليخلص في النهاية أن التحول يحدث أثناء الليل, حيث الكل نيام. ولذلك عمد الى تفادي الأطفال الذين يترددون على المدرسة.

ظلت الفكرة مسيطرة على عقله الصغير, والبوابة الخضراء تتشكل ملامحها, ووالده يجره بخطى حثيثة نحوها. ألجمه الخوف, وجهه شاحب, ونظراته تائهة. لقد حكم أهله عليه بالموت. لكم كرههم تلك الليلة حين أسروه بالنبأ السعيد لهم, والمفجع له. لم تنفع توسلاته لوالدته التي لا طالما كانت بجانبه على الدوام.

كانت بدورها تؤيد الفكرة...الجميع أيدها...وقضي الأمر.

بات واحدة من أسوء ليالي حياته سوادا ورعبا. كان يتمنى أن يتوقف الزمن, أن تتوقف عقارب ساعة غرفته, ناشدها بتضرع وتوسل, ودموعه تجلل وجهه. ولكن عبثا, الساعة ترفض, وعقربيها في دوران ثابت. فنام تلك الليلة على صياح الأشباح, وقهقهات عقارب الساعة الشامتة.

البوابة الخضراء تُفتح. يغمض عينيه في استسلام المقبل على الموت. تتبدى له الأشباح, بأنياب وقرون, وأذناب حمراء, في تواثب وتقافز بين الأشواك المستعرة نارا ولهبا. سيصير واحدا منهم, سيقفز بدوره بين النيران, ولن يعود طفلا كما كان.

انسابت دمعة حارة, ثم فتح عينيه. خضرة وورد , وعصافير. بُهِت الفتى. ما يراه حلم لا يصدق.

ظل يسير مشدوها مما يرى. فتيان وفتيات بأردية بيضاء ناصعة تعكس النقاء والبهجة..ووجوههم تنطق بالفرحة. تبخرت كوابيسه, والأشباح اختفت.

طفق يقهقه في سعادة غامرة, ووالده يرمقه بغضب لاعنا إياه في صمت, وهو يجره نحو باب القسم. والفتى كمجنون صغير, يضحك بدون توقف..

عاشق الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اول اليوم فى المدرسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نكتة اليوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.dz4ever :: منتدى القصص والروايات والحكايات-
انتقل الى: